يحكى أن مجموعة من الضفادع كانت تقفز مسافرةً بين الغابات, وفجأة وقعت ضفدعتان في بئر عميق. تجمع جمهور الضفادع حول البئر, ولما شاهدا مدى عمقه صاح الجمهور بالضفدعتين اللتين في الأسفل أن حالتهما محزنة كالأموات
تجاهلت الضفدعتان تلك التعليقات, وحاولتا الخروج من ذلك البئر بكل ما أوتيتا من قوة وطاقة؛ واستمر جمهور الضفادع بالصياح بهما أن تتوقفا عن المحاولة لأنهما ميتتان لا محالة أخيرا انصاعت إحدى الضفدعتين لما كان يقوله الجمهور, واعتراها اليأس؛ فسقطت إلى أسفل البئر ميتة . أما الضفدعة الأخرى فقد دأبت على القفز بكل قوتها.
ومرة أخرى صاح جمهور الضفادع بها طالبين منها أن تضع حدا للألم وتستسلم للموت؛ ولكنها أخذت تقفز بشكل أسرع حتى وصلت إلى الحافة ومنها إلى الخارج
عند ذلك سألها جمهور الضفادع: أتراك لم تكوني تسمعين صياحنا؟! شرحت لهم الضفدعة أنها مصابة بصمم جزئي , لذلك كانت تظن وهي في الأعماق أن قومها يشجعونها على إنجاز المهمة.
قال السماء كئيبة ! وتجهما * * * قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما !
قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم* * * لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !!
قال: العدى حولي علت صيحاتهم * * * أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟
قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم* * * لو لم تكن منهم أجل و أعظما !
قال: المواسم قد بدت أعلامها * * * و تعرضت لي في الملابس و الدمى
و علي للأحباب فرض لازم* * * لكن كفي ليس تملك درهما
قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل * * * حيا, و لست من الأحبة معدما!
قال: الليالي جرعتني علقما * * * قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما* * * طرح الكآبة جانبا و ترنما
أتُراك تغنم بالتبرم درهما * * * أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟
يا صاح, لا خطر على شفتيك أن * * * تتثلما, و الوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى* * * متلاطم, و لذا نحب الأنجما !
قال: البشاشة ليس تسعد كائنا * * * يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما
قلت ابتسم مادام بينك و الردى * * * شبر, فإنك بعد لن تتبسما
فكن متفائلاً بقوة بأنك ستحقق النجاح والتوفيق .. واحذر بشدة لرسائل السلبية التي يتلقاها عقلك الباطل من أصدقائك وأفراد عائلتك والمحيطين بك ، ولا تسمح لأي شخص أن يبرمج لك عقلك بتوقعات سلبية , وطور من رسائلك الايجابية وتفاءل بالخير تجده .
يحكى أن رجلا أعمى جلس على إحدى عتبات عمارة ووضع قبعته بين قدميه وبجانبه لوحة مكتوب عليها
أنا أعمى أرجوكم ساعدوني).
فمر رجل إعلانات بالأعمى ووقف ليرى أن قبعته لا تحوي سوى قروش قليلة فوضع المزيد فيها ومن دون أن يستأذن الأعمى أخذ لوحته وكتب إعلانا آخر.
عندما انتهى أعاد وضع اللوحة عند قدم الأعمى وذهب بطريقه وفي نفس ذلك اليوم مر رجل الإعلانات بالأعمى ولاحظ أن قبعته قد امتلأت بالقروش والأوراق النقدية فعرف الأعمى الرجل من وقع خطواته فسأله إن كان هو من أعاد كتابة اللوحة وماذا كتب عليها؟ فأجاب الرجل: (لا شيء غير الصدق فقط أعدت صياغتها) وابتسم وذهب.
لم يعرف الأعمى ماذا كتب عليها لكن اللوحة الجديدة كتب عليها:
( نحن في فصل الربيع لكنني لا أستطيع رؤية جماله).
أما من تسيطر عليه تلك الرسائل السلبية فإنها تهوي به إلى مكان سحيق , ويضل حياته أسيراً لهذه الرسائل .
يحكى انه كان هناك نسر يعيش على احد الجبال ويضع عشه على قمة احد الأشجار وكان عش النسر يحوي 4بيضات ثم حدث إن هز زلزال عنيف الأرض فسقطت بيضة من عش النسر إلى أن استقرت في قن الدجاج فظنت الدجاجات أن عليها أن تعتني بالبيضة وتطوعت دجاجة كبيرة في السن للعناية بالبيضة إلى أن تفقس وفي إحدى الأيام فقست البيضة وخرج منها نسر صغير جميل و لكن هذا النسر بدأ يتربى على انه دجاجة وأصبح يعرف انه ليس إلا دجاجة وفي احد الأيام بينما كان يلعب في قن الدجاج شاهد مجموعة من النسور تحلق عاليا في السماء تمنى هذا النسر لو يستطيع التحليق عاليا مثل هؤلاء النسور لكنه قوبل بالضحك و الاستهزاء من الدجاج قائلين له ما أنت إلا دجاجة ولن تستطيع التحليق عاليا مثل هؤلاء النسور و بعدها توقف النسر عن حلم التحقيق في الأعالي و ألمه اليأس ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياة طويلة مثل الدجاج.
فلا تجعل في قاموس حياتك ( أنا فاشل – قدري هكذا – لا يمكن – مستحيل – الناس يكرهونني – صعب علىّ – أنا مضطهد ).
وتذكر قول الله تعالى : \" وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109) سورة هود .
وقوله تعالى : \" مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21) سورة الإسراء .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ أَبِى لَيْلَى ، عَنْ صُهَيْبٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم :عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ. أخرجه أحمد 4/332(19142) و\"الدرامي\" 2777 و\"مسلم\" 8/227 (7610).
وقوله صلى الله عليه وسلم , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله ، صلى الله عليه وسلم:يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ . وَاحْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ ، وَتَعَرَّفْ إلى الله فِي الرَّخَاءِ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ ، وَاعْلَمْ أَنَ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ ، وَأَنَّ الْخَلأَئِقَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يُعْطُوكَ شَيْئًا لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُعْطِيكَهُ ، لَمْ يَقْدِرُرا عَلَى ذَلِكَ ، أَوْ أَنْ يَصْرِفُوا عَنْكَ شَيْئًا ، أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُعْطِيكَهُ ، لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى ذَلِكَ ، وَأَنْ قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِما هُوَكَائِنٌ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . فإذا سَأَلْتَ ، فَاسْأَلِ اللَّهَ ، وإذا اسْتَعَنْتَ ، فَاسْتَعِنْ بِالله ، فَاِنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَالْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ ، وِانَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا. أخرجه أحمد في المسند 1/307 , تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح , والألباني في \" السلسلة الصحيحة \" 5 / 496.
يقول الشاعر:
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى * * * فما انقادت الآمال إلا لصابر
وقال الشابي :
أبارك في الناس أهل الطموح* * * ومن يستلذ ركوب الخطر
ومن لا يحب صعود الجبال* * * يعش أبد الدهر بين الحفر
ومن لم يعانقه شوك الحياة* * * تبخر في جوها واندثر
فاعلم أن الله خلقك وكرمك وجعل لك إرادة تختار بها ما بين الخير والشر , والحق والباطل , والإيمان والكفر , فلا تسلم نفسك للمساويء , ولا تختر ما يودي بك إلى المهالك , بل سر على منهج الحق ولا تغتر بكثرة السالكين من الهالكين , واتبع سبيل المؤمنين الصادقين.
لا للرسائل السلبية في حياتنا
د. بدر عبد الحميد هميس