بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على إمام المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعد :
تعتبر نيجيريا أكبر بلد مسلم في قارة أفريقيا إذ يبلغ عدد سكانها أكثر من 160 نسمة منهم أكثر من 75% من المسلمين .
وقد وصل الإسلام إلى نيجيريا في وقت مبكر بسبب العلاقات والصلاة التجارية بين أقطار شمال أفريقيا و السودان ونيجيريا القديمة ولم يوقف هذا المد إلا الاستعمار البريطاني و النفوذ الطاغي للكنيسة الإنجيلية وتخلي الدول الإسلامية و فعالياتها عن هذا البلد الأفريقي الكبير و الهام .
فالسكان يعيشون مهمشين فقراء مساكين إذ كثير منهم يعيش على بيع الخشب المتعفن الذي يرميه التجار . فلا يوجد في كثير من الأحياء الإسلامية صرف صحي ولا كهرباء .
فلا عجب أن تجد رائحة الحي تزكم الأنوف ، وتدمع العيون على أناس أنهكهم الفقر و الإهمال ، لأنهم مسلمين فقط .
فقد كانت المعونات الخليجية عموما و السعودية خصوصا تصلهم عبر كثير من المؤسسات ، بيد أن الحرب على ما يسمى بالإرهاب أغلق هذا القنوات الخيرية لمساعدة المسلمين ، فتركهم في مهب الريح و الأخطار المختلفة والتي يواجهها كثير البلاد الإسلامية بسبب الحقد الصليبي الصهيوني الرافضي على المسلمين و دينهم وحضارتهم .
فما هي أهم الأخطار التي تواجه الشعب المسلم و كيانه في نيجيريا .
لعل أهم الأخطار التي تواجه إخواننا المسلمين في نيجيريا ما يلي :
الخطر الأول - الفقر المدقع الممنهج : حيث يعاني مسلمو نيجيريا من ضعف المساعدات الإسلامية ، فعلى سبيل المثال لا يوجد في جنوب نيجيريا أي مؤسسة خيرية إسلامية تقدم أي دعم مادي أو معنوي للمسلمين بينما نجد المئات من المؤسسات غير الإسلامية لدعم غير المسلمين ماديا و معنويا وبشكل يكاد لا يصدق .
فأين هؤلاء من الملوك و الأمراء و الزعماء و أصحاب المليارات الذين لا يعرفون أي يضعون أموالهم التي فاقت أموال قارون و فقراء نيجريا من المسلمين ينهكهم الفقر الممنهج وقلة الوعي الديني وضعف الثقافة و انتشار الجهل المخطط له من الغزو الفكري لمنع تعليم المواد الإسلامية في المدارس الحكومية من قبل الحركات التنصيرية والصهيونية و الرافضية ، ومن نهج نهجهم و نفذ خططهم بشكل مباشر أو غير مباشر بفعل أو بعدم فعل .
الخطر الثاني – الرفض ( التشيع ) : الدولة الصفوية الحديثة ( إيران ) لاحقت المسلمين و علمائهم و مثقفيهم بكل الطرق و السبل لمحاربة دينهم و قوتهم ولم ينجوا من هذا الضرر أي إقليم أو بلد من البلاد الإسلامية ، و نيجيريا لم تسلم من شر هؤلاء .
فقد استطاعت الدولة الصفوية من استغلال فقر و جهل عدد من المسلمين فشيعتهم و جعلتهم خنجر في خاصرة المسلمين ، فأصبح لهم تواجد سلبي في نيجيريا إذ وقفوا مع أعداء المسلمين بشكل مباشر، فكانوا سببا من أسباب ضعف المسلمين وسيفا مسلطا عليهم و على وجودهم إن لم نساعدهم و نساعد أنفسنا معهم .
الخطر الثالث – التنصير : يواجه المسلمون في كل مكان و كل بقعة خطير قديم و جديد متجدد وهو التنصير إذ اشتد عودها مع الحرب على المسلمين ( حرب ما يسمى بالإرهاب ) إذ سيطرت النصارى ومن يدور بفلكهم على جميع الشركات و المؤسسات الحكومية في جنوب نيجيريا إذ يصعب على المسلم العادي و إن كان يحمل المؤهل العلمي المناسب أن يحصل على عمل في أي مؤسسة حكومية أو غير حكومية ما دام يحمل اسمه الإسلامي إلا إذا تنصر ، و تخلى عن دينه و أبناء جلدته من المسلمين .
فحق علينا نصر المسلمين بما نستطيع ، وإن كان بالكلمة عسى أن تصل إلى مسمع مسلم يستطيع أن ينصر المسلمين ، و لو بشق تمرة .
الخطر الرابع – الحرب الإعلامية و التعليمية و الصحية :
استطاع النصارى ومن يدور بفلكهم – في غياب ، و تغييب فرسان أهل الإسلام – السيطرة على المؤسسات التعليمية بجميع درجاتها و أصنافها و ألوانها الحكومية منها و غير الحكومية ، فعدد الطلبة المسلمين في الجامعات الحكومية في جنوب نيجيريا لا يتجاوز 20% و الباقي من غير المسلمين .
أما عن الجانب الإعلامي : فقد سيطر أهل الأهواء على جميع وسائل الإعلام المقروءة ، و المسموعة التقليدية و غير التقليدية فأصبحت جميع هذه و الوسائل تنعق صبح مساء لتغيير دين و ثقافة المسلمين لتصب في مصلحة غير المسلمين من النصارى و الشيعة و الغربيين .
أما بالنسبة للمستشفيات و أشباهها : فإن غير المسلمين ( الكنائس ) يسيطرون على جميع المستشفيات و المراكز الصحية حكومية كانت أو أهلية بنسبة 99% وكل هذه المؤسسات الصحية تسعى جاهدة لتنصير المسلمين أو إبعادهم قدر المستطاع عن دينهم ، و أمتهم و آمالها و آلامها فالذي لا يستطيعون تنصيره يحاولوا إبعاده عن تعاليم دينه القويم و إن لم يستطيعوا فالقتل و التشريد مصيرهم إن استطاعوا.
الخطر الخامس – القوات المسلحة : إذ يحتكر غير المسلمين السيطرة الكاملة على الجيش و الشرطة بمساعدة الرئيس النيجري و إدارته التي خصصهم بجميع الرتب و المناصب العسكرية و الأمنية ، فكانت القوة لمن لم تردعه و تحطمه باقي القوة و الأخطار .
و بعد هذا لا يحسب احد أن هذه الأخطار و أمثالها تواجه إخواننا في نيجرية فقط . بل هي أخطار و مهالك تواجه جميع المسلمين ، بيد أن هناك بعض من المسلمين بحاجة إلى مساعدة سريعة أكثر من غيرهم ، و الله المستعان .
فما يجب علينا فعله لننقذ أنفسنا و إخواننا من براثن الأعداء و أنيابه و رجاله ومن يدور بفلكهم :
أولا – لابد لنا جميعا من التوبة الصادقة النصوحة من جميع الذنوب و الخطايا ، و الاستعانة بالله تعالى لمحاربة الكفر و الفقر و أعوانهما من الصليبيين و الصهاينة و الشيعة الروافض و أمثالهم .
ثانيا – دعم جميع المسلمين عموما ، و مسلمي نيجيريا خصوصا بالإعانات المادية المعنوية ، و إنشاء المشاريع الإنمائية الضخمة و التي تستطيع أن تنافس مشاريع غير المسلمين .
فمن يشمر ساعده عن مثل هذا الأعمال الجليلة ، و أحسب أن هناك كثر سوف يقرؤون هذا المقال ، فيهبوا لمساعدة أنفسهم و إخوانهم من هذه الأخطار و المهالك والتي تهددنا و تهدد ديننا جميعا .
ثالثا – فتح المؤسسات التعليمية بجميع دراجاتها ، و اختصاصاتها لكي يدرس بها أهلنا في نيجيريا العلوم الإسلامية ، والمعاصرة لمواجهة الفقر و الكفر و من يصنعهما و يستغلهما .
رابعا – إنشاء مراكز إعلامية مرئية و مكتوبة و مسموعة تنطق باسم الله الرحمن الرحيم ، فتقف مع المسلمين ، و تبين أعمالهم و مشاكلهم و آمالهم و آلامهم .
أعتقد أن هذا ما يجب فعله على أقل تقدير لإنقاذ المسلمين في نيجيريا و غيرها من أقاليم المسلمين ، فهل من مجيب .
و الله المستعان .
خاص بموقع الحملة العالمية لمقاومة العدوان
قاوم
http://qawim.net نيجيريا ذلك البلد المسلم المنسي
الدكتور مسلم محمد جودت اليوسف