9:- ومن الملاحظات عدم الوقف عند كلمة معينة لأن الوصل يقلب المعنى لمعنى آخر ولست هنا أقصد الوقف اللازم في القرآن لأنه موضح ومبين وله علاماته لكن هناك كلمات ينبغي لقارئ القرآن أن يقف عليها توضيحا للمعنى كقوله تعالى : {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }الأعراف184
فالواجب الوقف على كلمة يتفكروا لأن وصلها بما بعدها يقلب المعنى إلى أن المطلوب هو التفكر بالّذي في صاحبهم من جنة , فهي كأنها إثبات لما اتهموه به فتكون ما النافية عند الوصل اسم موصول بمعنى الّذي ,
ومثلها قوله تعالى في سورة الحديد: { وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً } ثم تقف على كلمة رهبانية فيكون مفهوم الآية بأن الله جعل في قلوبهم رأفة ورحمة ورهبانية وهذا مخالف لمراد الله بأن جعل سبحانه في قلوبهم رأفة ورحمة فقط وأما الرهبانية فقد ابتدعوها من عند أنفسهم فيلزم حينها أن تستانف القراءة بقول الله تعالى: { وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا }الحديد27
10:- ينبغي كذلك لقارئ القرآن عدم الوقف على المعطوف خصوصا حين يكون هناك كذلك وصف أو جزاء لأن الاستئناف من آخر معطوف يقلب المعنى بأن هذا الوصف أو الجزاء يكون خاص بآخر معطوف وهذا يكون على غير مراد الله مثال ذلك في النساء {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء } ثم الاستئناف { وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }النساء69 فهذا يوحي بأن حسن الرفقة خاصة بالصالحين وهذا مناف لمراد الله بل النبيين والصديقين والشهداء والصالحين جميع هؤلاء ممن حسنت رفقتهم
ومثلها في التوبة : {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا } ثم تقف وتستأنف بعد ذلك بقول الله : { وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }التوبة24
فهذا يوحي للسامع بأن إيثار حب المساكن على الجهاد في سبيل الله فقط هو سبب لنزول عذاب الله , وهذا مناف لمراد الله وإنما جميع ما ذكر الله تعالى من إيثار الآباء والأبناء والإخوان ...... _جميع من ذكر تعالى أوصافهم_
كلها سبب لنزول أمر الله وعذابه
11:- ومن الملاحظات هو قراءة البعض للام الأمر إلى تعليل والعكس ,
فقارئ القرآن عليه أن ينتبه للفرق بين لام التعليل ولام الأمر لأن قلب إحداهما للأخرى يقلب معه المعنى فمثلا قول الله تعالى في سورة الحج {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ }الحج29 فاللام هنا في لْيقضوا ولْيوفوا ولْيطوفوا جميعها لام أمر وليست لام تعليل والفرق واضح بين,
والإتيان بإحداهما مكان الأخرى يقلب المعنى بشكل ظاهر مخل ,
ومثال لام التعليل قول الله تعالى في سورة إبراهيم : {هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }إبراهيم52
فنطقك لكلمة ( ولْينذروا ) ( ولْيعلموا ) ( ولْيذّكر ) بلام الأمر يحيل المعنى إلى أوامر وليست تعليل
12:- كذلك العناية بالمخارج مطلب عظيم لقارئ القرءان خصوصا الإمام ,
فحين تقرأ قول الله تعالى في سورة إبراهيم
{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ }إبراهيم27
فحين تقرأ كلمة ويضل بالظاء بدل الضاد ينقلب المعنى للظل
أو في سورة القيامة قوله تعالى : {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }القيامة22
فقراءة ناضرة بالظاء يقلب المعنى إلى تكرار النظر وتأكيده , بينما ناضرة من النضرة والطلعة والبهاء,ومثلها الضاد في الفاتحة,
وكذلك غيرها من الحروف فالسين لا ينبغي أن تنقلب صادا مثلا في كلمة سورة أو أساطير أو بساطا والتاء ينبغي أن لا تكون كذلك فيها جزء من حرف الدال أو تنقلب لتاء فتنطق والتين الدين أو الدين تنطق تين وهكذا
13:- هناك حروف نتيجة قرب مخرجها يحصل لأن تندغم ببعضها فعلى القارئ الحذر من إدغامها بل الواجب إظهارها كاملة وهي على رواية حفص عن عاصم , وهي كالتالي :
* الدال بالضاد(قد ضلوا)/الدال بالجيم(قد جعل)/التاء بالجيم(وجبت جنوبها)/الدال بالسين(قد سألها)/الدال بالظاء(لقد ظلمك)/اللام بالنون(وجعلنا)/الغين بالقاف(لا تزغ قلوبنا)/الحاء بالعين(فاصفح عنهم)/ التاء بالثاء(كذبت ثمود) /الظاء بالتاء(أوعظت) الذال بالتاء(اتخذتم)/ العين بالغين ( ويتبع غير )/ (العين بالهمزة(ولا تتبع أهوائهم)
* الضاد كذلك حين تجاور بعض الحروف يلزم بيانها وإظهارها كمثل :
الضاد
مع التاء(أفضتم)/مع الطاء(اضطر)/مع الجيم(واخفض جناحك) مع النون(لم يحضن)/مع الراء(وليضربن)/مع اللام(فضل)مع الذال(ببعض ذنوبهم)/
مع الضاد(واغضض)/مع الظاء(انقض ظهرك)
* التاء إذا جاورت الصاد يحذر أن تنقلب سينا(ولو حرصت)
* الطاء إذا جاورت الصاد يحذر أن تنقلب تاءا(واصطبر)
* إذا تكررت الياء في كلمة أو كلمتين فيجب بيانها(فأحيينا)
* الميم إذا جاورت الفاء أو الواو يحذر من إخفائها (لهم فيها)
وهذا يدفعنا لمعرفة ما يدغم حفص من الحروف سواء تقاربا أو تجانسا
فهو يدغم التاء بالدال والعكس , ويدغم التاء بالطاء والعكس , ويدغم الثاء بالذال كما في الأعراف ( يلهث ذلك ) ,ويدغم الذال بالظاء كما في النساء ( ولو أنهم إذ ظلموا ) أوالزخرف ( ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم ) ,ويدغم اللام بالراء , ويدغم الباء في الميم وهو في سورة هود ( اركب معنا ) , ويدغم القاف بالكاف ناقص أو كامل حسب الطريق وهو في سورة المرسلات ويدغم كذلك كل مثلين صغير الأول ساكن والثاني متحرك ,
14:- على القارئ كذلك بيان المشدد من الحروف دون مبالغة لأن الحرف المشدد عن حرفين,وعلى الإمام خصوصا أن يعتني بالحروف المشددة في فاتحة الكتاب لأنها ركن من أركان الصلاة لا تصح الصلاة إلا بها لحـديث(لا صـلاة لمـن لم يقـرأ بفاتـحة الكتـاب) ولقـوله علـيه الصـلاة والسـلام لصحابته عندما عـلم بقـراءتهم خـلفه:
( لا تفـعلوا إلا بأم الكـتاب ) لذا كان من الأهمية بمكان تسميعها لدى متقن وكذلك بيان ما يكون فيها من لحن قد يحيل المعنى أو بعض الأخطاء الدقيقة التي يحسن بالعبد تصحيحها و تقويمها فينبغي معرفة كيف تقرأ الفاتحة قراءة صحيحة وكل حسب اجتهاده ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها وعلى العبد أن يتذكر أن الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة فاحرص على أن تكون منهم , وإليك بعضا من هذه الأخطاء التي اجـتهدت بجمـعها ,
البعض لا يبـين التشـديد في حـرف البـاء بقـوله ( ربّ )
أو تشـديد الـراء في ( الـرّحمن الـرّحيم ) وكذلك عدم بيان التشديد ب( ايّاك )
البعض يفـتح حـركة النـون في كلـمة ( الرّحـمن ) ولا يـبين حـركة الكـسر
البعض يمـد الصـوت بالضـم على الدال بقـوله ( نعـبد ) فينقـلب إلى واو الجمع ,
البعض لا يبـين العـين بقوله : ( نسـتعين ) فـتكون مشـمّة بالهـمز وقـريبة منها,
البعض لا يحـقق الكـسر بقـوله ( اهـدنا ) فيخـتلسها
البعض يفـتح الهـمزة فتـكون بمعـنى الهـدية ( أهـدنا )
البعض يُشـم الصـاد في كلمة الصراط وتـكون قـريبة من السـين أو الزاي
البعض لا يـبين التشـديد في لام ( الّذين )
البعض يدغم نـون ( الّذين ) مع نـون ( أنـعمت ) مع إلغائه لحرف الهمزة
البعض يقلب همزة القطع في أنعمت لهمزة وصل ,
البعض ينـطق حـرف الضـاد ظـاء في كلـمة ( المـغضوب ) وكلـمة ( الضـالّين )
البعض يضـم هـاء ( عليـهم )
البعض لا يبـين التشــديد في الضاد أو اللام في كلمة( الضــالّين )
هذا ما تيسر جمعه وبيانه وأسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته وأن يجعل القرآن حجة لنا لا علينا ويرزقنا تلاوته أناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيه عنا
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وســلم
كتبه : خـالد بن ســليمان الغــرير
كلية المعلمين بالرس ص ب ( 53 )
alghorair@hotmail.com Email
تنبيهات في تلاوة بعض الأئمة في التراويح
خالد بن سـليمان الغـرير